هيبـة ملـگ مديـر
عدد المساهمات : 107 الموقع : https://akbr.ahlamontada.net العمل/الترفيه : مـدير عالمنتدى شو بدي كون خخخخ
| موضوع: من بعض اخلاق النبي عليه السلام الثلاثاء أبريل 20, 2010 5:42 am | |
| من بعض اخلاق النبي
أما بعد الصلاة والسلام على الحبيب الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم، فمقصد هذا البحث المقصر بعد الاستمتاع والتلذذ بسيرة سيد البشر، هو محاولة الاتباع والاقتفاء، فهذا العبد الكامل صلى الله عليه وسلم في كل نفس، كان ملتقى الكمالات الشكلية والمضمونية على اختلافها، فقد صاغه ربه سبحانه وتعالى صياغة خاصة، وما هذه الدرر النفيسة من مكارم الاخلاق وطيب السجايا الا صناعة ربانية شاء بها المولى سبحانه وتعالى اكرام البشرية، بل الانس والجن والحيوان والجماد والنبات، ثم التمثيل لنمط مطلق من الخير المطلق.
لقد كانت سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم منارة هادية لكل عشاق الكمال في الوجود على اختلاف الأزمنة والامكنة، ثم هدفا اسمى ومرتقى لكل اصحاب التطلعات السامية والاعناق المشرئبة نحو طمأنينة النفس واصلاح الارض وحسن التوجه للسماء.ونحن اذ نظهر عجزنا عن الاحاطة بذلك الخلق المحمدي الكريم، لا نرى بداً من النمذجة والتدليل والاشارة الى مجموعة مرويات ومقصوصات ثبتت صحتها من ينابيع صافية، سعيا للاقتداء وتقفيا للأثر وصرفا للأذهان عما سواها.ولقد صدق الله العظيم في كتابه الكريم: “وإنك لعلى خلق عظيم” ولقد اصابت وأحسنت سيدتنا عائشة رضي الله عنها عندما قالت:“كان خلقه القرآن”.
الرفق والتواضع
عن أنس بن مالك قال: “كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اذا فقد الرجل من اخوانه ثلاثة أيام سأل عنه، فإن كان غائبا دعا له، وان كان شاهدا زاره، وان كان مريضا عاده”. عن زيد بن ثابت قال: “ان النبي (صلى الله عليه وسلم) كنا اذا جلسنا اليه ان اخذنا بحديث في ذكر الآخرة أخذ معنا، وان اخذنا في الدنيا اخذ منا، وان اخذنا في ذكر الطعام والشراب أخذ معنا”. وفي أدبه مع قومه كذلك ما اشار اليه الامام علي كرم الله وجهه في حديث له “وما صافح رسول الله صلى الله عليه وسلم احدا قط، فنزع يده من يده، حتى يكون هو الذي ينزع يده، وما فاوضه احد قط في حاجة أو حديث، فانصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف، وما نازعه احد الحديث، فيسكت، حتى يكون هو الذي يسكت وما رؤي مقدما رجله بين يدي جليس له قط”. ان التواضع ينزل بالنفس في غير ابتذال لها، ولا تهاون بقدرها، ولا تجرئة للآخرين على الاستخفاف بمكانة المتواضع. ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في تواضعه، لأنه اعلى الناس قدرا عند الله وعند الناس، ولكنه لا يتعالى عليهم، بل يتنزل لهم في غير امتهان، تنزل العظيم الذي يحب صحبه، كما يحب اخوته وبنيه، ويعلم انهم يحبونه ويجلونه يؤثرونه على انفسهم. وكان هذا التواضع لا يزيده الا اجلالا في اعينهم، ولايزيده الا محبة في قلوبهم وقد حدث اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم عن تواضعه، فقال ابو سعيد الخدري رضي الله عنه: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلف الناطح ويعقل البعير، ويقم البيت، ويحلب الشاة، ويخصف النعل، ويرقع الثوب، ويأكل مع خادمه، ويطحن عنه اذا تعب، ويشتري الشيء من السوق فيحمله الى اهله، ويصافح الغني والفقير والكبير والصغير ويسلم مبتدئا على كل من استقبله، من صغير أو كبير واسود واحمر، وحر وعبد.
الزهد
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: “ان رسول الله صلى عليه وسلم لم يمتلئ قط شبعا ، وربما بكيت رحمة مما أرى به من الجوع ، وامسح بطنه بيدي، واقول: نفسي لك الفداء، لو تبلغت من الدنيا بقدر ما يقويك ويمنعك من الجوع، فيقول: “يا عائشة، اخواني من أولي العزم من الرسل قد صبروا على ما هو اشد من هذا ، فمضوا على حالهم، فقدموا على ربهم فأكرم مآبهم، واجزل ثوابهم، فأجدني استحي ان ترفهت في معيشتي ان يقصر بي غدا دونهم، فالصبر اياما يسيرة احب اليّ من ان ينقص حظي غدا في الآخرة، وما من شيء احب اليّ من اللحوق بأصحابي واخواني”.
خلق وحلم عظيمان
أوجز الحسن البصري الخلق الحسن في كلمات سديدة وعبارات موجزة رائعة فقال: الخلق الحسن هو: “بسط الوجه وبذل الندى وكف الاذى”. وقال الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه في الخلق قولا رائعا سديدا، فأوجز حسن الخلق في ثلاث خصال هي: اجتناب المحارم، وطلب الحلال، والتوسعة على العيال. ولعل اعظم ما مدح الله به رسوله صلى الله عليه وسلم، حسن الخلق، فقال جل شأنه: “وإنك لعلى خلق عظيم”. وعن ابي ثعلبة الخشني رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ان احبكم الي واقربكم مني في الآخرة، احاسنكم اخلاقا”. ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضيلة الحلم والعفو عن المسيء انموذجا رائعا كسائر اخلاقه ومعاملاته، فهو لا يعرف الغضب الا حين تنتهك للحق حرمة، فحينها لا يقوم لغضبه شيء حتى يهدم الباطل ويزهق، أما سوى ذلك، فإنه أنأى الناس عن الغضب، فهو احلم انسان عن جاهل لا يعرف ادب الخطاب، أو مسيء الى الرسول ذاته أو منافق يتظاهر بغير ما يبطن ونحو ذلك. ولا تتكشف عظمة حلم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا اذا تذكرنا انه انما يعفو مع القدرة على القتل والعقاب بما يملك من قدرة على ذلك فهو في وضع يمكنه من ان يقتص من كل مسيء،
| |
|